أطلقت منذ أيام، مجموعة من نشطاء موقع “الفيس بوك” المسلمين، حملة من أجل مقاطعة إسلامية شاملة للموقع يوم الـ24 أكتوبر، على خلفية الظلم والانحياز اللذيْن يعامل بهما المسلمون، ونصرةً للمقدسات الإسلامية التي يتم الاستهزاء بها عبر صفحات الموقع، من طرف مجموعات يهودية وغربية معادية للإسلام، دون أن يحرك المسئولون عليه ساكنًا، رغم شكاوي المسلمين الكثيرة .
رداً على قيام الألمانية دينا ميلانى بإنشاء جروب على الفيس بوك باسم “Koran toilet paper roll” ويعنى “القرآن على ورق تواليت“، داعية إلى استخدام القرآن كورق “مناديل” فى دورات المياه، وأعلنت أيضاً كراهيتها للإسلام >>>
الدعوة التى تبناها أحد أعضاء الفيس بوك لاقت قبولاً بين 43 ألف مشترك، سبق وطالبوا إدارة الموقع لإغلاق جروب “Koran toilet paper roll” إلا أن إدارة الموقع لم تستجب لهم.
جروب آخر وصل عدد المشتركين فيه 322 ألف مشترك حتى الآن ويحمل اسم “نريد الفيس بوك أن يغلق مجموعة القرآن على ورق تواليت”. ويقول إنه تمت مراسلة دار الإفتاء لسؤالها “هل دعوة المسلمين للتبليغ عن هذه الجروبات المسيئة للإسلام حرام أم أنها محاولة جادة لمنع هذه الجروبات”، وجاء الرد “أنه أفضل طريقه لمواجهة مثل هذه الجروبات هو ذكرها ومحاولة تنفير الناس منها وفض الجموع من حولها والتبليغ عنها”.
وتسعى الحملة التي انطلقت تحت شعار “24 أكتوبر يوم الغضب الإسلامي على فيس بوك”، لحشد مساندة أكبر عدد ممكن من المشتركين من أجل مقاطعة جماهيرية وجماعية للموقع في يوم موحد، وهو ما من شأنه أن يكبد فيس بوك خسائر فادحة، حسبما ورد في بعض المجموعات والمواعيد التي أنشئت لهذا الغرض، “لأن كل زيارة للموقع وكل صفحة تقلب بداخله، وكل ضغطة فأرة يتم تسجيلها تمثل أموالاً طائلة يجنيها الموقع من الإشهارات المنشورة عبر صفحاته” وبالتالي فإن يومًا واحدًا وموحدًا من المقاطعة كفيل بإنذار “فيس بوك”، ولفت انتباه القائمين عليه إلى الخسائر الكبيرة التي قد يتكبدها جراء أي مقاطعة محتمله له من طرف المسلمين. ومن شأنه أن يدفع باتجاه أخذ مسئوليه مطالب وشكاوي المسلمين في الاعتبار
وتطالب حملة الغضب المتأججة ضد فيس بوك التي انطلقت عبر صفحات الموقع ذاته، وفي عدة منتديات، إدارة الموقع التي تتهمها بتجاهل المشاعر الإسلامية، بالحجب الفوري لمجموعات كثيرة معادية للعرب والمسلمين، تحرض على الكراهية والعنصرية ضدهم، وتستمر في نشاطها، رغم أن الموقع يزعم رفض أي أنشطة عنصرية عبره، ويطلب من مشتركيه لفت انتباهه لأي نشاط محرض على الكراهية ضد أي دين أو جماعة عرقية. وهو بالضبط ما يقول منشطو الحملة إنهم كانوا يفعلونه عقب ظهور أي مجموعة من ذلك النوع، لكن مطالبهم كانت تقابل في كل مرة بعدم الاكتراث، رغم تسجيلهم لأعداد كبيرة من الشكاوى. في حين أنه يسارع لحجب أي مجموعة معادية لليهود حال ظهورها.
وتأجّج غضب الناشطين إلى الحدّ الذي دفعهم لإطلاق حملة المقاطعة، بسبب نشر بعض من تلك المجموعات لصور مركبة تمادت في إهانة الإسلام، كان آخرها صور كتب فيها لفظة القرآن على مناديل المرحاض، ولم تتعرض للحذف رغم احتجاجهم الشديد عليها، لدى إدارة الموقع التي لم تفعل شيئًا في مواجهة الأمر.
ودعا المروّجون للحملة مشتركي فيس بوك المسلمين أن يكونوا إيجابيين، وألا يتهاونوا في الالتزام بالمقاطعة، مشددين على عدم تسجيل أي دخول للموقع يومها، وعلى التزام كل مشترك بها على حدة، دون الاعتماد على مقاطعة الآخرين، لأنه “لو فكر كل واحد على هذا النحو، فلن تكون هناك أي مقاطعة”.
واقترحوا على المدمنين منهم أن يحاولوا فعل أي شيء يومها لتجنب تصفح الموقع “كالخروج في نزهة، أو اللعب في الكومبيوتر، أو الدردشة مع الأصدقاء، أو حتى اعتبار الربط بالإنترنت انقطع، والتفكير مثلًا، في المباراة التي ستجمع المنتخبين الجزائري والمصري”.
ويضم موقع فيس بوك الذي يعتبر شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في العالم، أعدادًا معتبرة من المشتركين من الدول الإسلامية، ويعرف نجاحًا كبيرًا بها على غرار ما هو حاصل في بقية أنحاء العالم، حيث أحدث ثورة حقيقية في مجال التواصل الاجتماعي بين الناس عبر شبكة الإنترنت، بفضل إمكانياته التفاعلية الهائلة التي تتم بين الأصدقاء وزملاء العمل والأقارب وأصحاب الاهتمامات المشتركة، بشكل حميمي كثيرًا ما يؤدي بهم إلى إدمانه. وهو ما جعل منه رقمًا مهمًا في حسابات الأحزاب والشركات العالمية، والمنظمات ورجال السياسة والاقتصاد وأصحاب الإيديولوجيات والصحفيين والكتاب وغيرهم، من أجل تسويق المنتجات والأفكار وتحقيق الانتشار على نطاق واسع، وبطريقة ناجعة وغير مكلفة. وكان الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما قد استعمله بشكل مكثف في حملته الانتخابية من أجل التواصل وحشد الدعم لصالحه. كما أعلن الحلف الأطلسي مؤخرًا عن اعتزامه إطلاق استراتيجية اتصال جديدة مع الناس عبر فيس بوك.
وتأتي حملة المقاطعة لفيس بوك يوم 24 أكتوبر، انطلاقًا من وعي ناشطيها بإمكانياته الرهيبة في تسويق وتكريس الأفكار، وبالضرر الذي يمثله للمسلمين إبقاء الموقع لتلك المجموعات التي تسبهم، وتجتهد في تسويق صورة مشوهة ومليئة بالكراهية عن الإسلام.